هل فکرت یومًا أن تقیِّم نفسک؟ هل فکرت أن تغیر من أخلاقک، فتزید رصیدک من الخُلق الحسن، وتتخلى عن الأخلاق السیئة؟ إذا کنت قد فعلت ذلک، فهنیئًا لک، وإذا لم تکن قد فعلت فابدأ من الآن، واختر أخلاقک بنفسک.
کیف نکتسب الأخلاق الحمیدة ؟
هناک عدد من الوسائل التى تعین على اکتساب الأخلاق الحسنة، وبالتالى تحقیق السعادة والنجاح، وأولها:
- الإیمان الحق، والقرب من الله تعالى؛ فهذا منبع الأخلاق الحمیدة، فبه تزکو النفوس ویتهذب السلوک.
- مجالسة ومصاحبة أصحاب الخُلق الحسن؛ فإن للأصحاب أثرًا کبیرًا فى سلوک الإنسان، ولذلک قیل:
عن المرء لا تسل وسل عن قرینه فکـل قریـن بالمقـارن یقتـدى
- محاسبة النفس: فقد خُلقت أمارة بالسوء، نزاعة للشر، فعاتِب نفسک وحاسبها، وقُدها ولا تنقَد لها، والنفس کالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع، وإن تفطمه ینفطم.
- قراءة سیر السلف الصالح: فإنها من الأسباب المعینة على التخلق بالأخلاق الحسنة، فالحدیث عن العلماء ومحاسنهم فیه آدابهم وأخلاقهم، وقد اتفق علماء النفس والتربیة على أن القصص والأخبار والسیر من أقوى عوامل التربیة.
- الدعاء، وهو من أعظم الأسباب الموصلة إلى محاسن الأخلاق.
فإذا لم یکـن عون مـن الله للفتى فـأول ما یجنى علیـه اجتهـاده
وقد کان الرسول (صلى الله علیه و آله و سلم) یسأل الله تعالى أن یهدیه لأحسن الأخلاق.
إن الإنسان یستطیع اکتساب ما یریده من الأخلاق الفاضلة المحمودة، فاختر منها ما تحب، واستعن بالله، وجاهد نفسک لتحقق ما ترید.
الأخلاق تمثل سلوک ما اعتاد الشخص علیه، سواء کانت أخلاقًا حمیدة، أم ذمیمة، ومن ناحیة أخرى یمکننا القول: إنها العادات السلوکیة التى یواظب علیها الشخص.
ولو تأملنا فى الآلیات التى تکون العادات؛ نجد أن الأمر یبدأ بفکرة ما یفکر فیها الشخص، وعندما یکثر التفکیر یتحول الأمر إلى إحساس، فیترجم إلى سلوک ما، وعندما یتکرر هذا السلوک فإنه یصبح عادة. ویعتبر مجموع عادات الشخص هو شخصیته التى تحقق نتائج ما، فى حین أن تلک النتائج سواء کانت إیجابیة أو سلبیة هى المرآة التى تعکس مصیر الشخص من نجاح أو فشل، ومما یؤکد ذلک هو سیرة الرسول (صلى الله علیه و آله و سلم) مع الائمه المعصومین (علیهم السلام) و اولیاء الله (رضوان الله علیهم) ، فبمجرد تغییر أفکارهم ومعتقداتهم وجه کل طاقاتهم إلى البناء والإبداع فى إطار الخیر فى ضوء وضوح الهدف، وبذلک حولهم من عشائر متفرقة سلبیة هدامة، إلى فریق عمل فعال قاد الدنیا فى أقل من عشرین عامًا بسبب هذا التغییر فى الإدراک الذى خلق سلوکًا وعادات جدیدة، وبالتالى نتائج مختلفة.
تکوُّن العادات لدى الإنسان یحدث نتیجة ارتباط سلوکه وعاداته بالسعادة أو الألم، فلو ارتبط سلوک ما فى ذهن الشخص بالسعادة، فإنه یعتاد علیه حتى لو کان فى غیر مصلحته کالذین یدخنون مثلاً ظنًا منهم أن ذلک یحقق الترکیز أو النشوة، رغم أن الحقیقة عکس ذلک.
ومن ناحیة أخرى؛ فإن الإنسان عندما یرتبط شیء ما فى ذهنه بالألم، فإنه یبتعد عنه حتى لو کان فى مصلحته - مثل الشخص الذى ترتبط فى ذهنه صلاة الفجر بالألم والحرمان من متعة النوم، فإنه هنا لا یستطیع المداومة علیها لأیام کثیرة، لکنه لو مارس ما نسمیه فى علوم التنمیة البشریة (التخیل الابتکارى)، فإنه یستطیع تحویل إدراکه من الألم إلى السعادة، وبذلک یمکنه المداومة على صلاة الفجر.
ولتوضیح ذلک أکثر؛ فإن الفرد مثلاً یستطیع أن یقتطع جزءًا من یومه ویجلس منفردًا متأملاً فى رضا الله، وما یمکن أن یجلبه إلیه من سعادة دنیویة تنعکس على مظاهر التوفیق فى المواقف المختلفة، کما أنه یمکنه أن یتخیل نعیم الجنة ومظاهره التى ذکرت فى القرآن الکریم، وبذلک فهو یصنع فى خیاله صورة ذهنیة لنفسه، وهو ینعم بمظاهر رضوان الله، هنا یتحول ربطه لصلاة الفجر بالألم إلى ربط آخر بالسعادة، وهنا ینجح فى الحفاظ علیها.
قس على ذلک کافة العادات السلبیة، حیث تجدها إما مرتبطة فى ذهن الفرد بجلب منفعة ما، أو بدفع ألم ما محتمل فیعتاد الفرد على ذلک.
مثلاً: قد یرتبط بالذهن أن السلبیة وعدم المبادرة أو عدم إبداء الرأى یحقق نجاة من الألم الناشئ عن انتقاد الآخرین له فیلتزم السلبیة.
مثال آخر: قد یرتبط (عدم تقدیر الآخرین) فى ذهنه بمنعکس، وهو التفوق أو الانتصار فى حالة التقلیل من شأن الآخرین.
ولعلاج ذلک لا بد أن یتم التغییر داخلیًا، أى داخل الفرد نفسه، أى تغییر ارتباط تلک العادات السیئة بجلب السعادة، أو دفع الألم إلى العکس.
مثال: ربط السلبیة ذهنیًا بعدم تحقیق الأهداف، وبالتالى الفشل، ومن ثم مظاهر الإحساس بالفشل من اکتئاب وحزن... إلخ، مع ربط الإیجابیة بمظاهر السعادة المختلفة مثل تحقیق الأهداف ونهوض الأمة، وبالتالى مظاهر الانتصار والشعور بالتوفیق والعزة، وکذلک الرخاء المادى الدنیوى، وأیضًا تخیل کیف یذکرنا التاریخ مع الناجحین بالإضافة إلى نعیم الله فى الجنة.
ومن هنا تنمو الرغبة داخلیًا للتغییر فیظهر ذلک على السلوک، وعندما یتکرر السلوک یتحول إلى عادات جدیدة بناءة تؤتى نتائج إیجابیة، وهنا یحدث التغییر المنشود داخل الفرد فینعکس على المجتمع المحیط.
ثمار الأخلاق
- حین یصاب مجتمع بالشلل الأخلاقى؛ فإنه یفقد فاعلیته العقلیة والاجتماعیة، مع أن إمکاناته الحضاریة قد تکون فى نمو وتوسع.
- تضبط سلوک الفرد من الداخل؛ فالخلق الکریم یمنع صاحبه من الإضرار بنفسه أو بمجتمعه.
- إن أعظم المعارک یتم خوضها وحسمها داخل النفس، ففیها تصنع الانتصارات والهزائم الکبرى، وأساس النجاحات الشخصیة نجاح خلقى فى المقام الأول.
- الأخلاق سبب للسعادة فى الدنیا، فصاحب الخُلق الحسن یحب الناس ویحبونه، ویتمکن من إرضاء الناس فتلین له المصاعب وینجح فى أعماله ووظائفه ویترقى بسببها لأعلى الدرجات.
- حُسن الخُلق سبب لأعلى الدرجات فى الآخرة، ففى حدیث النبى (صلى الله علیه و آله و سلم): «أقربکم منى مجلسًا یوم القیامة أحاسنکم أخلاقًا، الموطئون أکنافًا، الذین یألفون ویؤلفون»، وما من شیء أثقل فى میزان العبد من حُسن الخُلق.
- حُسن الخُلُق سبب لصلاح المجتمع وسعادته، بل هو من أهم عوامل قوة الأمة ورفعتها، کما أن انتشار الأخلاق الذمیمة فى مجتمع ما سبب لفساده وانهیاره، والباحثون یعدون العامل الأخلاقى عامل نمو وحفاظ على الحضارا
نظم آرمانی شیطان پرستان!
قارچ
پیامبر مدرن و یارانش بخوانند
فروتنی برای کیست ؟
از کجا بدانم کار و حالی که دارم ، الهی است یا ابلیسی ؟
[عناوین آرشیوشده]
بازدید دیروز: 3
کل بازدید :108834
همت عالی [223]
بزم درویشان [265]
فرقه طریقت یا شریعت [247]
عرفان حقیقی [167]
اهل حق و آیین یاری [224]
خرقه پشمینه [754]
با صوفیان ناصاف [210]
فرقه گناباد [145]
عارفان [140]
وبلاگ مرکزی اخلاق و عرفان [220]
[آرشیو(11)]